أخذت تحركات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منحى تصاعديا، وهو ما عكسته الأوامر التي صدرت عن حفتر لجيشه بالتوجه إلى الغرب بحسب بيان وزعته الأربعاء شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش الوطني الليبي، أشارت فيه إلى أن العديد من الوحدات العسكرية تحركت إلى المنطقة الغربية لتطهير ما تبقى من الجماعات الإرهابية الموجودة في آخر أوكارها بالمنطقة الغربية.
ورغم التكتم الذي رافق هذا البيان لجهة عدم الإشارة إلى الوجهة الحقيقية لتلك الوحدات في الغرب الليبي، فإن ذلك لم يمنع المراقبين لتطورات الملف الليبي، من القول إن هذا التطور لم يكن مُفاجئا رغم أنه سيُشكل بتبعاته إضافات جديدة من شأنها تعديل مسار الأزمة الليبية و تجاذباتها على المستوى الاستراتيجي.
و في تصريح لصحيف The parliament، قال عضو المجلس الرئاسي أحمد معيتيق ، أن حكومة الوفاق الوطني أعلنت النفير العام في طرابلس، بعد العملية العسكرية التي بدأها الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر.
و أضاف معيتيق، أن الحكومة الشرعية تتابع بأسف ما يصدر عن بعض الأطراف من تصريحات وبيانات مستفزة تتحدث عن التوجه لتطهير المنطقة الغربية وتحرير العاصمة طرابلس، كما أكد أن هذه اللغة لا تساعد على تحقيق وفاق أو توافق وتحبط آمال الليبيين في الاستقرار وتستهين بجميع الأطراف.
An aerial view shows military vehicles on a road in Libya
وأشار معيتيق أن الحكومة في طرابلس التزمت ضبط النفس في السابق تجاه افتعال متعمد للأزمات لكن أمام هذا الإصرار على تبني هذا النهج العدائي, أصدر المجلس الرئاسي تعليمات واضحة لجميع القوات العسكرية والأمنية ومن الجيش والشرطة والأجهزة التابعة له بالاستعداد والتصدي لأية تهديدات تستهدف زعزعة الأمن في أية منطقة سواء من تنظيمات إرهابية أو إجرامية أو مجموعات خارجة عن القانون أو مرتزقة أو من يهدد أمن أي مدينة ليبية.
و أكد معيتيق أن لا حل عسكرياً للأزمة الليبية وأن الحرب لا تجلب إلا الدمار للبلاد والمعاناة للشعب و دعا للكف عن لغة التهديد والوعيد والاحتكام الى لغة العقل و الحكمة.
و تتزامن تحركات الجيش الليبي بقيادة حفتر، مع وصول الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش استعدادا لانعقاد الملتقى الوطني الجامع الذي يُفترض تنظيمه في منتصف الشهر الجاري في مدينة غدامس.
و تأتي هذه الزيارة التي سبقت موعد انطلاق الملتقى الوطني الليبي، بمثابة رسالة دعم أممية لجهود مبعوث الامم المتحدة الى ليبيا غسان سلامة، ومحاولة لدفع الليبيين إلى تجاوز خلافاتهم لإخراج البلاد من أزمتها.