نيويورك
 
 
نيويورك
 
 
 
إبحث إبحث
 
الثلاثاء ٠٣/ديسمبر/٢٠٢٤
ISSUE#٠٠٠١٤٥٥
EST. ٢٠٢٤
 
 
 
 
 
 
هكذا انعكس حصار الاشقاء ايجابا على قطر
جاستن دي مارتن-أستاذ مساعد في برنامج الصحافة والتواصل الإستراتيجي في جامعة نورث وسترن
 
 
الدوحة- جاستن دي مارتن-أستاذ مساعد في برنامج الصحافة والتواصل الإستراتيجي في جامعة نورث وسترن / المصدر: TheParliament.Us
04/23/2019

منذ أن بدأت الأزمة الخليجية بسحب السفراء من العاصمة القطرية, والدوحة تؤكد حرصها على وحدة البيت الخليجي, وهذا ليس بجديد على سياسة قطر التي لا تزال الأكثر تعبيراً عن تطلعات و امال شعوب المنطقة، و الاكثر انسجاماً مع مبادئ و أهداف مجلس التعاون الخليجي. فكانت قطر دائما السباقة في مساندة دول المجلس، وبقيت قطر الأكثر حرصاً وانفتاحا على المشاريع المشتركة بين دول التعاون الخليجي.

يرى جاستن دي مارتن الاستاذ المساعد في برنامج الصحافة والاتصالات الإستراتيجية بجامعة نورث وسترن في الدوحة, أن الحصار الذي فرضته دول الخليج على قطر لم يؤثر عليها, فهي لا تزال تحافظ على علاقات دولية و اقليمية جيدة لاسيما مع الولايات المتحدة و روسيا اضافة الى تركيا و ايران و عدد كبير من الدول حول العالم.

وأضاف دي مارتن أن هذا الحصار أتى لإرغام قطر على الخضوع, و لكن لم تجرِ الامور كما اشتهت دول المقاطعة. فقد تمكّنت قطر حتّى اليوم من تحمّل المقاطعة، على الصعيدَين السياسي والاقتصادي على حدّ سواء. وكان لديها من الحكمة أن تمتنع أيضاً عن مفاقمة الصراع واتّخذت خطوات لمعالجة الهواجس الكثيرة التي أثيرت حيالها.

و قال دي مارتن أنه بعد مرور حوالي عامين، سيفضي الاستمرار بالمقاطعة إلى خسارة تفوق الربح بأشواط, فبات اليوم واضحاً أنّ الحصار على قطر جزءٌ من أحجية أكبر تتلخص بالرغبة في إعادة رسم المشهد الجيوسياسي في المنطقة بقيادة إماراتية وسعودية بيد أنّه من الضروري أخذ عوامل أخرى في الحسبان إذا أردنا فهم التداعيات الأوسع لأزمة الخليج.

و أشار دي مارتن الى أن الأزمة أخرجت صراعا مكبوتا إلى العلن، ليس فقط بشأن المصالح، بل أيضا بشأن القيم والأفكار والمبادئ والرؤى التي تحملها النخب الحاكمة الخليجية. ومثلت الأزمة ذروة هذا الخلاف الفكري والفلسفي الذي ظل يتفاعل أكثر من عقدين داخل مجلس التعاون.

و يرى دي مارتن أنه مع تحول قطر من مجتمع تقليدي محافظ إلى مجتمع أكثر انفتاحا و تحولها الى مركز تفاعل ثقافي وفكري و إعلامي, كرّست بهذا نفسها قوة تغيير في المنطقة، وخصما للنظم الأوتوقراطية التي راعها حجم التحولات التي أدخلتها قطر في هذا المجال، ودخلت في مواجهات معها بسبب ذلك، لكن قطر التي فتحت الباب أمام شكل من لبرلة الفضاء السياسي والإعلامي العربي ظلت مع ذلك مجتمعا محافظا يراعي التقاليد العربية الإسلامية، ويسعى إلى الحفاظ على هويته وتراثه، ما جعلها نموذجا فريدا في منطقتها.

و أضاف دي مارتن ان أكثر الدول شمولية واستبدادا في العالم هي التي تفرض وتنفذ الحصار على قطر، مؤكدا على أن قطر لديها وجه مشرف فيما يتعلق بالقضايا العالمية التي تفيد الإنسانية، كما أنها تقوم بالوساطة بجدارة بين الأطراف المتنازعة. و ما يثير العجب في الحصار المفروض على قطر من بعض الدول، هو أن قطر تمثل منبر الحرية والديموقراطية في المنطقة، حيث يمكن للجميع المشاركة بآرائهم والتعبير عن أفكارهم وهذا امر ضروري جدا لا يتوفر في الدول التي تحاصر قطر.

وأوضح دي مارتن أن الحصار تنطبق عليه مقولة «رب ضارة نافعة»، حيث أن قطر خرجت منه منتصرة وقوية ويمكن أن تحاكي نموذج وثبة وتطور «سويسرا» أو «سنغافورة العرب» ولن تعود لأحضان دول الحصار، لأنها دول ديكتاتورية متحجرة متكلسة لا يمكن أن تمثل نموذجا لقطر ولا للدول العربية الأخرى.

و أشار دي مارتن أن قطر قدمت نموذجا جديدا، وطريقا تنمويا وفلسفيا ثالثا في الخليج، يناقض النموذجين، السعودي المنغلق سياسيا واجتماعيا، والرافض كل أشكال التغيير، خصوصا الديمقراطي، والإماراتي المتشدّد في رفضه الليبرالية السياسية.

الآن وبعد مرور عامين تقريباً، يبدو للعيان أن قطر استوعبت الصدمة وتجاوزتها، لا بل استفادت منها في الكشف عن نقاط ضعفها وتلافيها. والثابت الوحيد حتى الآن مواقف دول الحصار التي ما زال يحدوها الأمل في إمكانية الحصول على تنازل ما من قطر, لكن انتظارها سيطول على ما تدل الوقائع.

إذاً, نجحت دولة قطر من خلال صمودها السياسي و الاقتصادي اضافة الى علاقاتها الاقليمية و الدولية و جهودها الدبلوماسية، في التغلب على الحصار الاقتصادي المفروض عليها منذ يونيو 2017، وباتت المحافل الدولية، التي عوّل عليها ثلاثي الحصار الخليجي (السعودية والإمارات والبحرين) في دعم إجراءات الحصار، تدعو جميع الأطراف اليوم إلى حل الأزمة بالحوار، بعد الإجماع على أن تدبير الحصار كان حماقة سياسية.

اذهب ألا الأعلى مشاركة مشاركة
 
 
   إقرأ لاحقا إقرأ لاحقا عدم حفظ المقال عدم حفظ المقال
 
 
 
 
 
 
copyright 2024. All rights reserved