منذ أربعة أشهر يعيش السودانيون في الشارع في محاولة منهم لنيل الحرية و لإجراء تغيير في البلاد يقضي على الفساد الذي سيطر على مدى سنين على كل مفاصل الدولة. فبعد ازاحة الرئيس عمر البشير من قبل الجيش أصبح المطلب الاساسي للمعارضة تشكيل حكومة مدنية تعمل على اجراء انتخابات برلمانية و رئاسية ديمقراطية.
و قال علي حسنين عضو البرلمان عن المعارضة السودانية ان السبب الرئيسي لبدء المظاهرات هو المطالبة بتفعيل القانون واستقلال القضاء، و محاسبة من ارتكب جرائم ضد المواطنين بالمخالفة للقانون وانتهاكات حقوق الإنسان، و نتيجة عدم وجود ديمقراطية وتغلغل الفساد، والإستبداد والاعتقالات العشوائية، كان قيام الوطنيين السودانيين بالثورة التي أطاحت بالبشير و ستكمل مسيرها حتى تشكيل حكومة مدنية.
و اضاف حسنين أن هذه الثورة في الشارع يقودها الشباب، نظرا لأن كل القيادات السياسية الرسمية كانت تحاور النظام، ولم تكن تؤمن بإسقاط النظام وإزالته، وكانت تتصالح مع الحكم وتصل في النهاية إلى منطقة وسطى، لكن الثورة جاءت من أجل إزاحة البشير وعدم التحاور معه والمحاسبة والمحاكمة، وكان للشباب حضوره القوي والمبدع، والذي تعامل مع التكنولوجيا بشكل كبير وأظهر معاناته وكل السودانيين من نظام الإنقاذ.
و أشار حسنين الى أن حكم البشير مؤدلج و له فكر متطرف، لذا ظل يرتكب جرائمه دونما حساب ويقاتل عن نفسه بإستماته، وفي المقابل كان الشباب السوداني لديه إصرار بعدم التراجع حتى النهاية، وتحولت الثورة إلى كتلة غير قابلة للانكسار.
و قال حسنين أن التحديات مازالت قائمة وكل ما جرى هو أن عمر البشير كشخص ذهب وأتى مكانه مجلس، ودولة الإنقاذ بكل أركانها مازالت موجودة، والأموال مازالت بيد هؤلاء، و ان المحاولات المتكررة لفض الاعتصام بالقوة ستجابه بالاستمرار بالإعتصام، لأن ترك الاعتصام سيمكن المجلس مثل سابقيه من إحكام قبضته على الشعب السوداني.
وأكد حسنين أن السلطة الحقيقية هى للشعب وقيادة مدنية تنبع من الميدان، وهو من يستطيع اختيار القيادات الحقيقية، والاعتصام هو برلمان الثورة والسلطة التشريعية العليا، والشعب السوداني مع الخط العام الذي قامت عليه الثورة.
و أسف حسنين لقيام الكثير من الدول العربية والإفريقية التي كانت تدعم نظام البشير بإصدار بيانات لا تصب في مصلحة الشعب السوداني، و رأى أن التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية يجب أن يكون وفق دستور انتقالي و من خلال مجلس انتقالي في سبيل اعادة هيكلة الدولة على نظام فيدرالي معين و توزيع عادل للثروة والسلطة، وإعادة بناء الأجهزة الأمنية والقوات النظامية.
و قال حسنين أن من يريد السلطة من خارج إطار الاعتصام والثورة الشعبية مكانه مزبلة التاريخ، فالسلطة لا تعطى أساسا لمن يتطلع إليها، و المعتصمون هم من يختاروا من يتولى السلطة الانتقالية، والثورة لن تتآكل أو تنتهي حتى تحقق جميع أهدافها ومن يرددون هذا الكلام إنما يريدون أن يجدوا لأنفسهم موقعا مع العسكر.
و أشار حسنين أن هناك الملايين في الشارع و أن الثورة ستنتصر ولم تخرج لتهزم، ولن يعود الثوار إلى بيوتهم قبل أن تحقق الثورة كل أهدافها. وشدد على ضرورة محاسبة رموز النظام و دعا المتظاهرين الى الاستمرار في الثورة حتى تحقق أهدافها كاملة.