عرف جوليان أسانج كأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الغرب, حيث قام بتأسيس موقع ويكيليكس الذي اشتهر بنشره لمعلومات حساسة و هامة كشفت الكثير من المفاوضات و الحوارات بين الدول و التي كانت تجري في الغرف السوداء.
و لعل أول المتضررين من قيام أسانج بفضح المستور هو الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما و فريقه و الذي كان في أكثر من مناسبة يبدي انزعاجه من أفعال أسانج, إلا انه لم يقرر التحرك ضده بسبب احتمال وجود سابقة خطيرة في استخدام سلطة الدولة ضد الصحافة الاستقصائية.
و بعد نجاح لينين مورينو في عام 2017 في الانتخابات الرئاسية أبدى اهتماما بإعادة بناء العلاقات مع الولايات المتحدة لأسباب عديدة ليس أقلها أهمية الدعم الأمريكي لصندوق النقد الدولي الجديد بقيمة 4.2 مليار دولار.
قام جوليان أسانج بتسريب وثائق على موقع ويكيليكس تثبت تورط الرئيس الاكوادوري لينين مورينو بالفساد، كما نشر أسانج سلسلة مقالات سياسية ساهمت في تعقيد علاقات الإكوادور مع عدد من الدول, اضافة الى اعلانه عن دعم الانفصال الكاتالوني مما سبب توتر في العلاقات مع مدريد, الأمر الذي دفع مورينو إلى إلغاء اللجوء السياسي لجوليان أسانج و السماح للشرطة البريطانية باعتقاله من داخل السفارة الاكوادورية في لندن حيث كان يقيم منذ حوالي سبع سنوات.
و كانت الولايات المتحدة قد وجهت تهمة سرقة معلومات حساسة و التأمر على أمن البلاد لأسانج بالاشتراك مع تشيلسي مانينغ و ذلك بعد حصولهم بشكل غير قانوني على معلومات سرية من البنتاغون, و تشيلسي مانينغ هي محللة استخبارات في القوات البرية الأمريكية و كانت قد أدينت بعدة جرائم وفقًا لقانون التجسس الأمريكي وذلك بعد تسريبها لعدد كبير من الوثائق السرية و حكم عليها بالسجن لمدة 35 عامًا.
ان القرار الامريكي باتهام جوليان أسانج صدر عن وكالة الأمن القومي ، وليس من ارادة الرئيس دونالد ترامب و ذلك بالنظر إلى غياب أسانج من قائمة اتهامات روبرت مولر لترامب.
و قد سلط الاعلام الامريكي الضوء على تضارب تصريحات الرئيس دونالد ترامب حول قضية أسانج, الذي عبر مرارًا وتكرارًا عن دعمه لـ "ويكيليكس" خلال حملته الانتخابية علما أن أسانج عرف بمعارضته القوية لدور هيلاري كلينتون و كان لويكيليكس دور بارز في تسريب معلومات أضرت بحملة كلينتون الانتخابية.
ان الرئيس ترامب قد استفاد فعلا من الفرصة التي قدمتها ويكيليكس خلال الانتخابات السابقة، و قد يجتاز الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 قبل أن يحسم قرار المحاكم البريطانية بشأن تسليم اسانج للولايات المتحدة.