رغم ضغوط القوى الاقليمية فان المؤتمرين ارادوا لتونس ان تكون قمة التعاون كخيار وحيد لاستعادة الاستقرار و انهاء الازمات المشتعلة في اكثر من مكان في العالم العربي و الذي عانى و لا يزال من الفوضى اضافة الى تبعات الربيع العربي و آثاره لاسيما الحرب في سوريا و اليمن و ما رافقها من ارهاب فتت البلاد و أثر على المنطقة برمتها.
منذ انشائها في 22 مارس عام 1945، كان الهدف الرئيسي للجامعة العربية هو تقريب العلاقات بين الدول الأعضاء وتنسيق التعاون والحفاظ على استقلالها وسيادتها والنظر بشكل عام في شؤونها ومصالحها، وقد اتخذت جامعة الدول العربية العديد من الخطوات وشهدت العديد من مساعي إعادة الهيكلة لتحديث النظام العربي الإقليمي الذي أصبح أكثر انقسامًا مما كان عليه الحال منذ إنشاء جامعة الدول العربية منذ أكثر من 70 عامًا.
إن ضغوط القوى الإقليمية الاجنبية مثل إيران وتركيا وإسرائيل التي تعاني منها الامة العربية اليوم لم يسبق لها مثيل وأن العالم العربي في حيرة في فرض أولوياته ومصالحه بينما تهدد هذه القوى سيادته من تدخل ايران و تركيا العميق في المنطقة الى سلخ الجولان السوري و سيطرت اسرائيل عليه الامر الذي ينعكس خطرا جسيما على سلامة نظام العمل العربي الذي لم يرتق إلى مستوى التعاطي مع التحديات الحالية حيث يتم التعامل مع هذه النزاعات من خارج الإطار العربي.
A family photo ahead of opening session within the 30th Arab League Summit in Tunis. Yassine Gaidi - Anadolu Agency
وكانت التطورات الأخيرة خلال الفترة الماضية المتمثلة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل اضافة الى الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية، مدعياً أن لها أهمية استراتيجية وأمنية حاسمة بالنسبة لإسرائيل مما يعد انتهاكًا صارخًا لقواعد النظام الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة. و تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان خلال حرب عام 1967 وضمتها إليها عام 1981، وهي خطوة رفض المجتمع الدولي الاعتراف بها، وانتقدت الدول العربية دعوة ترامب للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.
رغم التحديات التي تواجهها جامعة الدول العربية، إلا أنها نجحت في إنشاء عدد من المنتديات المتعاونة مع القوى المؤثرة في العالم، و بهذا الصدد تم تأسيس منتدى التعاون بين الصين والدول العربية ، اضافة الى تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي و الدول الغربية لمعالجة مجموعة واسعة من القضايا والتحديات المشتركة، بما في ذلك الهجرة وأمن الحدود في المنطقة.
و في ظل عدم استقرار المنطقة لا بد من التأكيد على ضرورة العمل لمعالجة القضية الفلسطينية بما يحفظ الهوية العربية للقدس الشرقية،اضافة الى التأكيد على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي إستراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية, و السعي الى عودة سوريا الى حضن الجامعة العربية و المساعدة في عملية الانتقال السياسي للحكم مما يساعد في استقرار المنطقة.