و كانت الولايات المتحدة الأميركية، قد أعلنت إدراج "الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الإرهابية، مما يشكل بحسب بعض الخبراء ضربة قوية لنظام الحكم في طهران، باعتبار أن الحرس الثوري يعتبر من أبرز اركان النظام في ايران.
و قال باتريك كلاوسون, مدير الأبحاث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن الحرس الثوري الايراني يشارك بفاعلية في تمويل ودعم جماعات في الشرق الاوسط تصنفها واشنطن ارهابية.
واعتبر كلاوسون أن هذا الإجراء العقابي يندرج ضمن الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب، مشددا على أبعاد هذا القرار الذي يضيق الخناق على إيران للتغير من نهجها و لتصحيح مسار الحرس الثوري الذي يعمل بأسلوب المافيا ويسعى لنشر العنف في الشرق الاوسط.
وأشار كلاوسون إلى أن الحرس الثوري مثل تهديدا للقوات الأميركية منذ إنشائه، موضحا أن القرار الأميركي يمثل محاسبة للتنظيم و كان من المفروض أن يصدر في مايو الماضي أي قبل عام من الآن.
وأضاف كلاوسون ان قرار إدارة ترامب يعطي الولايات المتحدة الآن أداة أقوى لمواجهة هذه المنظمة الإرهابية من خلال القنوات الدبلوماسية والإجراءات القضائية، وذلك سيؤدي إلى نتائج جيدة إذا استعملت تلك الإجراءات بطريقة صحيحة.
كما أشار كلاوسون إلى قائد لواء القدس قاسم سليماني التابع للحرس الثوري أصبح الآن شخصية إرهابية، موضحا أنه أصبح بالنسبة لأميركا مثل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي وزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ولكن يبقى السؤال هل ستقوم واشنطن باتخاذ إجراءت ضد الشخصيات البارزة في الحرس الإيراني مثل سليماني.
و لفت كلاوسون أنه في حال قررت إيران القيام بعمليات ضد مصالح أميركية فإن ذلك سيجعلها تخسر أوروبا وحتى حليفها المقرب روسيا والصين، لأن بكين وموسكو يهتمان بمصالحهما أكثر من رغبتهما ببقاء النظام الايراني.
و رأى كلاوسون أن تصنيف أميركا للحرس الثوري كمنظمة إرهابية يشكل ضربة معنوية، ولن يكون هذا الإجراء كافيا بدون تعاون كاف من دول الاتحاد الأوروبي، التي يجب أن تضغط أكثر لمنع إيران من الاستمرار في برنامجها النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، وأيضا كف نفوذها السلبي في دول المنطقة.
و أوضح كلاوسون أنه بعد 40 سنة على قيام الجمهورية الإيرانية، اتخذت واشنطن لأول مرة قراراً يطال حارس النظام ومصدر قوته وبقائه، كما اعتبر أن هذا القرار ينهي عصر سياسة الإنكار حول علاقة الحرس الثوري بالإرهاب، مشيراً إلى أن الحرس الثوري يقمع الإيرانيين في الداخل ويمارس الإرهاب في الخارج. و إن هذه الخطوة مقدمة لمشاريع تطالب بتغيير طبيعة النظام.
و اعتبر كلاوسون أن دعم الجماعات المسلحة منح إيران نفوذاً ضد منافسيها الإقليميين، ومكنها من ممارسة التأثير في الأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط من خلال الحرس الثوري، ومجموعات من الوكلاء والتنظيمات المسلحة التي اشرفت على انشائها في العراق واليمن وسوريا، لتكون هذه الازمات بمثابة منافسات صفرية مع الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
اذاَ,أصدرت واشنطن قرار القبض على الحرس الثوري، و في التاريخ ذاته قبل 18 عاماً وقفت دبابتان أميركيتان على جسر الجمهورية في بغداد، وانتظرتا 24 ساعة قبل التوجه إلى ساحة الفردوس من أجل إسقاط تمثال صدام حسين وإعلان انتهاء حقبة حكم البعث، فهل يجعل هذا التزامن في التواريخ النظام الإيراني يعيش تحت هاجس 9 أبريل إيراني؟ ليس بالضرورة أن يكون نسخة طبق الأصل عن العراقي، لكنه إما أن يمهد لانحصار للنفوذ الإيراني في الخارج أو يفتح الطريق لتغيير من الداخل.