علاقات دولة قطر الإقليمية والدولية.
يوماً بعد يوم تزداد علاقات دولة قطر الإقليمية والدولية رسوخاً، بفضل سياسة الانفتاح التي تنتهجها الدولة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
ولعل المشاركة الواسعة لأكثر من 160 دولة في اجتماعات الجمعية العامة الـ 140 للاتحاد البرلماني الدولي التي تستضيفها دولة قطر هذه الأيام، تمثل أحدث دليل على مدى متانة وقوة علاقات قطر إقليميا ودولياً.
وبلا شك تنعكس قوة هذه العلاقات إيجاباً على سياسات دولة قطر في الشرق الأوسط، القائمة على مناصرة قضايا الشعوب وتحقيق تطلعاتها المشروعة في الحرية والكرامة.
موقف قطر من القضايا الشائكة في الشرق الأوسط.
تبذل دولة قطر جهوداً متصلة للإسهام مع المجتمع الدولي في تحقيق السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط التي تشهد منذ عدة عقود حروباً متصلة، بفعل النزاع العربي الإسرائيلي وما تلاه من حروب في العراق وسوريا واليمن وليبيا.
ظلت دولة قطر تضع القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتها، وتؤكد عبر مختلف المنابر الإقليمية والدولية موقفها الثابت والداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بما يضمن إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وبشأن ليبيا، التي تشهد هذه الأيام تصعيداً عسكرياً خطيراً، سارعت دولة قطر إلى دعوة جميع أطراف الصراع إلى الوقوف عند مسؤوليتهم التاريخية أمام الشعب الليبي الذي يعلق الآمال على مسار الحل السلمي وأن يقدموا الحوار الوطني على الخيارات العسكرية ومصلحة الوطن الليبي الأكبر على المصالح الفرعية الضيقة. وهذا الموقف يمثل امتداداً لدعواتها السابقة لجميع فئات وأطياف الشعب الليبي، لتحقيق الوفاق الوطني وبناء الدولة ومؤسساتها ووضع حد لمعاناة الشعب الليبي الشقيق، وتحقيق أمنه واستقراره.
وفي اليمن أكدت دولة قطر منذ بدء الحرب حرصها على استقرار اليمن ووحدته وسلامة أراضيه، ودعت جميع الأطراف لوقف الاقتتال واللجوء إلى الحوار لحل الأزمة سياسيا استنادا الى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة و المبادرة الخليجية و مخرجات الحوار الوطني.
وفي الشأن السوري حرصت دولة قطر منذ بداية الأزمة على أن تبقى سوريا وطنا موحداً، ودعمت كافة الجهود الإقليمية والدولية لإنجاح الحل السياسي الذي يخرج سوريا من أزمتها ويلبي تطلعات الشعب السوري في الحرية والعدالة والأمن والاستقرار، وفقاً لبيان جنيف 1.
أبعاد الحصار الخليجي المفروض على قطر و نتائجه.
دول الحصار تعمدت افتعال الأزمة بهدف مصادرة سيادة قطر وحرية التعبير التي تتمتع بها واتضح ذلك جلياً من قائمة المطالب التي تقدمت بها وهو أمر غير مقبول لنا وسيادتنا خط أحمر.
لقد دعونا منذ البداية لحل الأزمة عبر حوار قائم على الاحترام المتبادل ودعمنا الوساطة الكريمة لسمو أمير دولة الكويت الشقيقة وما زلنا نؤمن إيماناً راسخاً بأن الحوار المبني على الاحترام المتبادل من شأنه أن ينهي هذه الأزمة.
لقد تجاوزت دولة قطر آثار الحصار الجائر وتعززت حصانة اقتصادها من الهزات الخارجية وازداد اعتمادها على ذاتها وترسخت الروابط مع حلفائها أكثر مما كانت.
ومنذ عدة سنوات وضعت دولة قطر مبدأ الاعتماد على الذات والانفتاح الاقتصادي كخيارين استراتيجيين لمواجهة مختلف التحديات الإقليمية والعالمية وهذا التوجه ساهم في تدعيم الصناعات الوطنية من جهة وتعزيز مكانة دولة قطر كمحور تجاري رئيسي في المنطقة من جهة أخرى.