بدأ المشهد السياسي الإسرائيلي يتضح أكثر فأكثر بعد مضي فترة التعقيدات التي سبقت انتخابات الكنيست، التي أظهرت تعزيز قوة معسكر اليمين المتطرف وهيمنة الحريديم ، مع استمرار تراجع مكانة معسكر الوسط واليسار الاسرائيلي.
و قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أن الناخب الإسرائيلي اختار السياسة الراهنة القائمة على الاستيطان، واضطهاد الشعب الفلسطيني، وانتهاك حقوقه ومقدراته.
وأشارت عشراوي إلى أن هذه المرحلة الخطيرة تتطلب منا الارتقاء إلى مستوى الخطر المتصاعد الذي يهدد القضية الفلسطينية برمتها, وطبقا للنتائج الأولية للانتخابات الإسرائيلية لو فاز أي شخص اخر غير بنيامين نتنياهو برئاسة الحكومة فإن السياسة الإسرائيلية لن تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية, و أضافت عشراوي أن المنافسة بين حزب الليكود و تحالف أزرق أبيض هي منافسة بين اليمين واليمين.
و رأت عشراوي ان الجهد الذي بذله بنيامين نتنياهو في تعزيز علاقاته دوليا و اقليميا قبل هذه الانتخابات ساهم الى حد كبير بإعادة ترتيب أوراقه اضافة الى نيله الدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحتى من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الامر الذي أدى الى ارتفاع شعبيته وقدرته على اختطاف فوز صعب رغم المنافسة الشديدة ومواجهته قضايا الفساد وكانت مبادرة الرئيس ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل بعد خطوة مماثلة سابقة تتعلق بالقدس, كما الخطوة الروسية بإعادة رفات الجندي الإسرائيلي المفقود زخريا باومل قبل ايام قليلة من الانتخابات هي العوامل الاساسية التي ساهمت في تمكنه من تحقيق النصر على منافسيه و أبرزهم تحالف أزرق أبيض.
خلاصة القول إن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة لم تحمل أي جديد في المشهد السياسي والحزبي ولا في القناعات السياسية لدى المجتمع الإسرائيلي، لكنها عززت من مكانة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المجتمع الاسرائيلي وشكلت له درعا مؤقتاً في مواجهة قضايا الفساد التي تطارده, بالإضافة إلى أنها أرست سيطرة اليمين على الكنيست اضافة الى السياسة الداخلية و الخارجية لإسرائيل مما سينعكس سلبا على قضايا المنطقة لاسيما القضية الفلسطينية.