قال رئيس الكتلة الاسكتلندية في مجلس العموم البريطاني إيان بلاكفورد, أن الأحزاب السياسية البريطانية تجري محادثات في محاولة للاتفاق على خارطة طريق تفضي للخروج من الاتحاد الاوروبي . وتلتزم رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، ومعها زعيم المعارضة، جيريمي كوربين، بتنفيذ قرار البريكست، في حين أن الاحزاب الاخرى تسعى الى إحالة هذه المسألة إلى الشعب من جديد، ومن بينها الحزب القومي الأسكتلندي اضافة الى مجموعة من المستقلين والليبراليون الديمقراطيون، وحزب "بليد سيمرو" في ويلز، و الذين جرى استبعادهم من المباحثات..
و أشار بلاكفورد أنه خلال جلسات التصويت في الأسبوعين الأخيرين، نال مقترح إحالة قضية البريكست إلى استفتاء شعبي عددا كبيرا من الأصوات، تلاه مقترح مغادرة الاتحاد الأوروبي في إطار اتحاد جمركي. و بالتالي، يكون المسار المعقول هو دمج المقترحين في عرض واحد، فيكون الخروج من الاتحاد الأوروبي في ظل اتحاد جمركي، مطروحاً لتصويت شعبي.و لكن، أيّاً من قيادتي الحزبين الرئيسين لن توافق على ذلك، لأنهما تريدان تسهيل البريكست.
و يرى بلاكفورد أن الحزبين الرئيسين يحاولان تجنب التمديد الطويل لإجراءات المادة 50 لأنهم يخشون من حصد نتائج سيئة في الانتخابات الأوروبية إذا أجريت. فيما يتوقع المحافظون خسارة الأصوات لصالح نايجل فاراج، زعيم حزب بريكست الجديد، وحزب الاستقلال البريطاني، كما أن حزب العمال ايضا يتوقع خسارة أصوات لصالح المجموعة المستقلة.
و اشار بلاكفورد الى عقد اجتماعات مع سفراء أربع دول رئيسية في الاتحاد الأوروبي أفضت الى رغبة لدى المجلس الأوروبي بتمديد إجراءات بريكست لمدة طويلة لتفادي خروج المملكة المتحدة من الكتلة الاوروبيّة من دون صفقة. كما أن حكوماتهم تريد تجنب الاثار الاقتصادية للخروج البريطاني والتي من شأنها أن تلحق اضرار بالاتحاد الأوروبي.
و أضاف بلاكفورد أن الالية الرئيسية التي سيلجأ إليها كل من ماي وكوربين لتجنّب التمديد الطويل، تتمثل في اتفاق ما للخروج، مع البقاء في الاتحاد الجمركي. علما أنّ الخروج وحده مع البقاء ضمن شروط الاتحاد الجمركي، ليس خروجاً ناعماً, إذ لا يضمن سير الحركة التجارية من دون خلافات بين بريطانيا والإتحاد وبالتالي لن تحل مشكلة الحدود الأيرلنديّة.
و يعتقد بلاكفورد أن أي من وعود ماي بشأن الحفاظ على تلك الضمانات بعد بريكست يجب أن تكون موضع شك، نظرا لأنها ستغادر رئاسة الوزراء بحلول نهاية العام وسيحل بديلاً عنها شخص متشدد في الخروج من دون اتفاق جمركي. ومن الصعب تماماً على رئيس وزراء حالي وضع شروط مسبقة على خليفته.
و يعتقد بلاكفورد أنّ حزبا الدولة العميقة قد يعلنان أنهما غير قادرين على التوافق لكنهما سيتفقان خلف الأبواب المغلقة على عملية التصويت في البرلمان. وسيسمح هذا لحزب العمال بالقول أنه دعم التصويت الشعبي بهدف تيسير الخروج في إطار الاتحاد الجمركي و سيكون هذا الامر ان حصل بمثابة خيانة لعضوية حزب العمال والطبقة العاملة التي يمثلها.