أثارت تقارير نشرت مؤخرا حول ضغوط تركية قطرية على تونس لتمرير أسلحة لمليشيات طرابلس، و كان القصد من ورائها توريط تونس في الحرب الدائرة في العاصمة الليبية وضواحيها، و كانت ردود فعل عديدة في وسائل الإعلام التونسية نفت الكلام عن الضغط التركي والقطري على تونس للقبول بدعم المليشيات في طرابلس ومدّها بالسلاح انطلاقاً من الأراضي التونسية.
و قال عماد الدامي النائب في البرلمان عن حراك تونس الإرادة أن الإدارة العامة للديوان التونسية نشرت توضيحاً نقت فيه ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام من معلومات عن أن طائرة نقل عسكرية قطرية حطّت بمطار جرجس و على متنها أسلحة ومعدّات عسكرية لدعم مليشيات ليبية و أوضح الدايمي أن هذه المعلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة حيث إن الطائرة العسكرية المذكورة حطت فعلاً بمطار جرجس يوم الاثنين 15/04/2019 لأسباب فنيه وذلك بعد الحصول على التراخيص الضرورية من السلطات التونسية الجوية المدنية والعسكرية.
و أضاف الدايمي أن السعودية والإمارات تعمل على إقحام الدبلوماسية التونسية في مشاغل لا تمت لها من بعيد أو قريب و أشار الدايمي الى ان تونس تأسف لما يحصل في ليبيا متهما دولا عربية بالوقوف وراء تأجيج الصراع في طرابلس لغايات اصبحت معروفة لدى الجميع. وذكّر الدايمي في الوقت نفسه، بالعلاقات المتقدمة مع الدبلوماسيات الليبية والقطرية والتركية، وهو الخط الاستراتيجي الذي بنيت على أساسه الدولة التونسية منذ الاستقلال.
و رأى الدايمي أن هذه المحاولات تأتي مع فرض حصار الرباعي المعروف على دولة قطر، ومحاولاته استقطاب دول عربية لمشاركته في هذا الحصار. وقد رفضته تونس وعبّرت عن ذلك بشجاعة، كما رفضت المشاركة في عملية عاصفة الحزم العسكرية على اليمن. وأضاف النائب الدايمي أن هذه التصرفات هي حلقة من مسلسل القصف الإعلامي والسياسي الإماراتي والسعودي المفتري على تونس، باختلاق الأزمات وتضخيمها.
و لفت الدايمي الى ضرورة الحذر من الضغوط التي يتعرّض لها الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، من زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، الساعي إلى إقناعه باتخاذ موقفٍ ضد العمل العسكري الذي يقوم به خليفة حفتر في ليبيا، واعتبر الدايمي أن موقف الغنوشي من المشهد الدائر في ليبيا من شأنه أن يقوّض السلم في منطقة شمال أفريقيا.
و تساءل الدايمي عن السبب الذي يدعو دائماً الجهات السعودية والإماراتية، إلى اتهام الدبلوماسية التركية والقطرية بالضغط على تونس وتوظيفها لإحراجها، في حين أن العلاقات التونسية العربية تحكمها سياسات محكومة ببعدها الحضاري وهي خارج التوظيف ولا تخضع للضغوط.
و رأى الدايمي أن نجاح القمة العربية أخيراً في تونس، دليل قاطع على اعتدال الدبلوماسية التونسية ونجاعتها، وهي دبلوماسية عريقة، أسسها مؤسس الدولة التونسية الحديثة الحبيب بورقيبة، وسار على نهجها ابنه الروحي الرئيس السبسي.