يبدو أن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي مرتاح لما يجري داخل الكتل السياسية المكونة لحكومته. فحكومة عبد المهدي لم تكتمل حتى الان و هي قد نالت الثقة قبل نحو ستة أشهر و تمارس مهامها بصورة أكثر من طبيعية سواء على صعيد متابعة ملفات الداخل، أو شؤون العلاقات العراقية الخارجية و توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع دول الجوار.
و قال النائب في البرلمان العراقي كاظم المهدي أنه يبدو على رئيس الحكومة عادل عبد المهدي أنه في غاية الاطمئنان لأن حكومته مرشحة لإكمال السنوات الأربع المقبلة على الرغم من تهديدات القوى السياسية والبرلمانية بمعارضتة تمهيداً لتشكيل كتلة أكبر يمكن أن تسحب الثقة منها. حتى هذا الافتراض المعمول به في كل الديمقراطيات في العالم يجري تطويقه الآن لكن ليس من عبد المهدي أو فريقه الحكومي المنسجم برغم ملاحقة بعض الوزراء بتهم مختلفة، بل من القوى السياسية نفسها التي تخشى على الحكومة أكثر من خشية الحكومة نفسها.
ويرجع السياسي العراقي كاظم المهدي السبب في ذلك إلى أن مصدر قوة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمران متداخلان، الأول عدم تشكيل كتلة أكبر داخل قبة البرلمان يكون رئيس الوزراء مسؤولاً أمامها والثاني عدم وجود توافق تام بين الكتلتين الرئيسيتين في البرلمان حالياً وهما كتلتي الإصلاح و البناء. ويضيف كاظم المهدي، أن هذين الأمرين جعلا من عبد المهدي رئيس وزراء ضرورة لعدم وجود بديل أفضل منه حالياً ولعدم القدرة على اختيار البديل خلال فترة قريبة من قبل هذه الكتل المتصارعة.
و أشار كاظم المهدي إن رئيس الوزراء ليس راضياً عما يجري لأنه أولاً لا يحب المشاكل و لا يهوى اللعب على التناقضات، بل هو يريد أن يعمل بإخلاص، وثانياً هو يدرك أنه ليس هو سبب عرقلة إكمال الحكومة أو مساعدتها في تنفيذ البرنامج الحكومي، كما أن الجميع بات يدرك أن أداء الرجل جيد، خصوصاً على مستوى العلاقات الخارجية سواء مع الجيران أو مع الولايات المتحدة الأميركية.
و أوضح كاظم المهدي، أن التفاهم بين كتلة سائرون المنضوية في تحالف الإصلاح وكتلة الفتح المنضوية في تحالف البناء سعت لإجراء مباحثات فيما بينها باتجاه بلورة رؤية قد تجعلهم يذهبون إلى المعارضة. وطبقاً للمعلومات المتداولة فإن أبرز الكتل التي خاضت في غضون الفترة الماضية مفاوضات بهذا الاتجاه هي الحكمة بزعامة عمار الحكيم، والنصر بزعامة حيدر العبادي ودولة القانون بزعامة نوري المالكي.
و يرى كاظم المهدي إن أخطر ما تواجهه الديمقراطية هو أن تمارس من دون ديمقراطيين، مبيناً أن الحالة العراقية هي مصداق لهذا المثال، حيث إننا نجد أن لدينا ديمقراطية عبر الأحزاب والانتخابات والتداول السلمي للسلطة لكن دون وجود من يؤمن بالديمقراطية أو في أفضل الأحوال تبدو ممارسة الديمقراطية مشوهة بالكامل.
وأشار كاظم المهدي الى أن الجميع يخلط بين التوازن وبين المحاصصة، حيث إن التوازن يتحقق حين لا تحضر المحاصصة التي تقوم على أساس تمثيل المكونات بينما التوازن يتحقق عبر أحزاب سياسية تشارك في الحكومة لكن دون أن تدعي تمثيل المكونات أو اختزالها بها.
و حول زيارة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي الى السعودية قال كاظم المهدي النائب في البرلمان العراقي أن المملكة العربية السعودية والجمهورية العراقية تشكلان عمقا استراتيجيا لكليهما في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والسياسية والاجتماعية، و أن هذه الزيارة أتت لتعزيز وتحقيق الاستقرار والأمن والرفاهية للشعبين بما يعود على البلدين بخيرات وافرة ستجنى ثمارها من خلال الشراكات المتنوعة ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات.
و أشار كاظم المهدي أنه تم خلال هذه الزيارة الاتفاق على مواصلة التشاور والتنسيق بما يعزز وحدة الصف والعمل العربي المشترك.